إلى الجمهور المصري والعربي، إليكم تغطية خاصة حول الإنجازات المتتالية لكرة القدم المغربية، والتي كان آخرها فوز تاريخي ببطولة كأس العالم للشباب.
21 أكتوبر 2025المغرب بطلاً لكأس العالم للشباب 2025
في إنجاز تاريخي لكرة القدم الأفريقية والعربية، نجح المنتخب المغربي للشباب (تحت 20 عامًا) في التتويج بلقب كأس العالم 2025، وذلك بعد فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد في المباراة النهائية التي أقيمت في سانتياغو، تشيلي.
أصبح “أسود الأطلس” أصحاب اللقب العالمي للشباب للمرة الأولى في تاريخهم، مقدمين أداءً تكتيكيًا رفيع المستوى، ليضيفوا فصلاً جديدًا من فصول التألق المغربي على الساحة العالمية.
سيناريو المباراة النهائية
بطل الليلة الأوحد كان المهاجم المتألق ياسر زابيري، الذي سجل هدفي الفوز ليقود بلاده إلى المجد. وعلى الرغم من سيطرة المنتخب الأرجنتيني على الكرة معظم فترات اللقاء ومحاولات نجومه، جيانلوكا بريستياني وماهر كاريزو، إلا أنهم فشلوا في اختراق الدفاع المغربي المنظم.
أثبت المغاربة انضباطهم التكتيكي وتوازنهم، حيث تألق الحارس إبراهيم جوميس في التصدي لعدة كرات خطيرة، بينما شكل الثنائي عثمان معمة وزابيري خطورة دائمة على المرمى الأرجنتيني، مستغلين كل فرصة متاحة.
الدقائق الأخيرة وحسم اللقب
شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة إثارة بالغة. أضاف الحكم 5 دقائق كوقت بدل ضائع، حاول فيها “التانغو” العودة، لكن دون جدوى. كما شهدت الدقيقة 86 توقفًا للمباراة لمراجعة تقنية الفيديو (VAR) لاحتمال وجود ركلة جزاء للأرجنتين بداعي لمسة يد، لكن الإعادة أثبتت أن الكرة اصطدمت بوجه المدافع المغربي.
ومع اقتراب النهاية، أجرى مدرب المغرب تبديلات تكتيكية للحفاظ على التقدم، حيث خرج النجم ياسر زابيري وسط تحية كبيرة. وأطلقت صافرة النهاية لتعلن فوز المغرب (2-0) وتتويجه بطلاً للعالم للشباب لعام 2025.
صدى روح 1986 و 2022
هذا الإنجاز يعيد إلى الأذهان روح الإصرار والقتال التي ميزت الكرة المغربية في إنجازاتها السابقة. فهو يذكرنا بتأهل “أسود الأطلس” التاريخي للدور الثاني في مونديال 1986، وهو الإنجاز الذي ألهم الأجيال.
كما أنه يجسد الكلمات التي قالها المدير الفني للمنتخب الأول، وليد الركراكي، ولاعبه حكيم زياش، خلال مسيرتهم المذهلة في كأس العالم للكبار (في إشارة إلى مونديال 2022)، والتي يبدو أنها أصبحت عقيدة للكرة المغربية.
تصريحات ملهمة من الركراكي وزياش
في تصريحات سابقة عكست هذه الروح، قال الركراكي للصحفيين: “نحن نحارب في كل لحظة، وكتبنا التاريخ. نشكر اللاعبين على قتاليتهم الكبيرة، ونشكر الجماهير التي دفعتنا لتحقيق هذا الإنجاز، وصنعنا التاريخ معًا”.
وأضاف الركراكي معبرًا عن مشاعره: “عندما تأهلنا للدور الثاني في مونديال 1986، كنت طفلاً، فرحت بتلك اللحظة وأتمنى أن أكون قد منحت نفس الشعور للمغاربة”.
من جهته، أكد حكيم زياش على نفس المعنى قائلاً: “حاربنا في كل لحظة على أرض الملعب وكتبنا التاريخ اليوم. الجميع في غرفة تغيير الملابس يشعرون بالفخر بما تحقق”.
وهكذا، يواصل “الجيل الذهبي” الجديد لشباب المغرب السير على خطى الكبار، محققين ما وصفه الركراكي وزياش: “كتابة التاريخ” بروح قتالية لا تلين.