إنجلترا في مواجهة السنغال: تاريخ ناصع وتحديات حالية لكتيبة توخيل

إنجلترا في مواجهة السنغال: تاريخ ناصع وتحديات حالية لكتيبة توخيل

21 أكتوبر 2025 Off By Hadeer Ali

سجل مثالي أمام منتخبات أفريقيا

تُعد هذه المواجهة هي الأولى على الإطلاق بين إنجلترا والسنغال، لكن المنتخب الإنجليزي يمتلك خبرة واسعة أمام مدارس الكرة الأفريقية، حيث خاض 20 مواجهة سابقة دون خسارة. كانت آخر هذه المباريات ودية في مارس الماضي، وانتهت بفوز إنجليزي سهل بثلاثة أهداف نظيفة على ساحل العاج في ملعب ويمبلي.

المباراة الأبرز التي لا تزال عالقة في الأذهان كانت في ربع نهائي مونديال 1990 بإيطاليا، عندما واجهت إنجلترا منتخب الكاميرون. كان المنتخب الكاميروني “الأسود غير المروضة” قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مفاجأة مدوية، متقدمًا 2-1 حتى الدقائق الأخيرة.

لكن قبل سبع دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي، نجح جاري لينيكر في الحصول على ركلة جزاء ترجمها بنجاح ليدفع المباراة إلى الوقت الإضافي. وفي الأشواط الإضافية، تكرر السيناريو بحصول لينيكر على ركلة جزاء ثانية، سجلها أيضًا، ليقود إنجلترا إلى الدور قبل النهائي.

مواجهات مونديالية سابقة

أول منافس أفريقي واجهته إنجلترا في كأس العالم كان المغرب في نسخة 1986، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، ورغم ذلك تصدر المغرب المجموعة وتأهل كلاهما. كما تكرر التعادل السلبي مع نيجيريا في مونديال 2002، ومع الجزائر في 2010.

وعلى جانب الانتصارات، تغلبت إنجلترا على مصر 1-0 في مونديال 1990، وحققت الفوز مرتين على تونس، الأولى في 1998 والثانية في 2018. وشهدت مواجهة 1998 في مرسيليا أعمال شغب مؤسفة بين الجماهير.

الفريق الحالي: ثقة روجرز المستعادة

بعيدًا عن عبق التاريخ، يواجه المدير الفني الحالي لإنجلترا، توماس توخيل، تحديات فنية خاصة بالفريق الحالي. فترة التوقف الدولي الأخيرة حملت أخبارًا إيجابية، خاصة لنادي أستون فيلا الذي استفاد من استعادة لاعبه مورجان روجرز لبريقه.

روجرز، الذي اختير كأفضل لاعب شاب في الموسم الماضي، بدأ هذا الموسم بشكل باهت وسط تكهنات حول مستقبله. بدا اللاعب فاقدًا للثقة، لدرجة أن جماهير ناديه “أستون فيلا” وجهت له صيحات استهجان خلال مباراة بولونيا في الدوري الأوروبي وبعد استبداله ضد سندرلاند.

ورغم أن مدرب أستون فيلا، إيمري، حاول دعمه، إلا أن نقطة التحول الحقيقية جاءت خلال فترة التوقف الدولي.

ثقة توخيل تؤتي ثمارها

أبقى توماس توخيل على ثقته في روجرز وضمه للمنتخب، رغم تراجع مستواه مع ناديه. قد يكون هذا القرار مدفوعًا جزئيًا بغياب لاعبين مثل كول بالمر للإصابة، أو عدم جاهزية جود بيلينجهام الكاملة وقتها، لكن توخيل أراد بوضوح بناء “روح الفريق” بالاعتماد على الاستمرارية وليس فقط السمعة.

رد روجرز الجميل بتقديم أداء مميز وتسجيل هدفه الدولي الأول ضد ويلز، تلاه بأداء لافت في الفوز الكبير 5-0 على لاتفيا. هذه الثقة انعكست فورًا على أدائه مع ناديه، حيث سجل هدفًا رائعًا (هو الأول له هذا الموسم) في فوز فريقه الهام 2-1 على توتنهام.

أزمة في مركز الظهير الأيسر

رغم هذه النقطة المضيئة، لا يزال توخيل يواجه معضلة حقيقية في مركز الظهير الأيسر. يبدو أن الفرص محدودة أمام الوجوه الجديدة، لكن الحاجة قد تفرض تغييرات.

في المعسكر الأخير، كان أداء ديجيد سبينس، لاعب توتنهام، أحد أبرز الإيجابيات. سبينس بدأ كظهير أيسر ضد ويلز، ثم انتقل للجهة اليمنى ضد لاتفيا. هذه المرونة مفيدة لتوخيل، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن نقص الخيارات التي تلعب بالقدم اليسرى في هذا المركز.

تاريخيًا، لجأت إنجلترا للاعبين يستخدمون القدم اليمنى في هذا المركز، لكن هذا يُعتبر “حلًا مؤقتًا” (stop-gap measure) ولا يخدم توازن الفريق. الحل المستقبلي قد يكون مايلز لويس-سكيلي، لاعب أرسنال البالغ من العمر 19 عامًا، والذي شارك ضد لاتفيا، لكن المشكلة أنه لم يبدأ أي مباراة في البريميرليج هذا الموسم، وهو وضع لا يخدم تطوره الدولي السريع.