الذهب يواجه أسوأ أسبوع منذ مايو وسط ترقب لبيانات التضخم الأمريكية
24 أكتوبر 2025تذبذب الأسعار وخسارة أسبوعية
شهدت أسعار الذهب تذبذباً في التعاملات يوم الجمعة، حيث سجلت ارتفاعاً طفيفاً في بداية الجلسة مدعومة بالمخاوف الجيوسياسية، قبل أن تتراجع لاحقاً. لكن الاتجاه العام للمعدن الأصفر هذا الأسبوع يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية له منذ عشرة أسابيع، وهي الخسارة الأكبر منذ منتصف شهر مايو الماضي، بنسبة انخفاض تقارب 3%. جاء هذا التراجع نتيجة لارتفاع الدولار وقيام المستثمرين بتسوية مراكزهم قبل صدور بيانات اقتصادية هامة.
ترقب بيانات التضخم وارتفاع الدولار
تتجه أنظار الأسواق إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأمريكي، والتي من المتوقع أن تظهر استقرار التضخم الأساسي عند 3.1% في سبتمبر. هذه البيانات، التي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي، تعتبر حاسمة في تحديد المسار المستقبلي لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي غضون ذلك، واصل مؤشر الدولار ارتفاعه للجلسة الثالثة على التوالي، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى ويقلل من جاذبيته.
التوترات الجيوسياسية واللقاء المرتقب
على الصعيد الجيوسياسي، يستمر الدعم المحدود للذهب بسبب التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، والتي شهدت تبادلاً للإجراءات الانتقامية. ومع ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل خلال جولة آسيوية. ويرى محللون أن هذا اللقاء يحمل فرصة لتهدئة التوترات، وهو ما قد يدعم الدولار ويضغط على الذهب الذي يُعتبر ملاذاً آمناً. وفي سياق منفصل، فرضت واشنطن عقوبات متعلقة بأوكرانيا على شركتي “لوك أويل” و”روسنفت” الروسيتين.
توقعات الفيدرالي وسيناريوهات التضخم
تسعّر الأسواق بشكل شبه كامل قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل. ويشير المحللون إلى أن صدور بيانات تضخم “هادئة” سيكون إيجابياً للذهب، حيث سيبقي الباب مفتوحاً أمام خفض إضافي للفائدة قبل نهاية العام. أما أي مفاجآت بارتفاع أرقام التضخم، فستدفع الدولار لمزيد من الارتفاع على حساب المعدن الأصفر. ويستفيد الذهب عادةً من انخفاض أسعار الفائدة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً.
نظرة مستقبلية وأداء المعادن الأخرى
على الرغم من التراجع الأسبوعي، حافظ محللو “جي بي مورجان” على نظرة مستقبلية متفائلة للذهب، متوقعين أن تصل الأسعار إلى متوسط 5,055 دولار للأونصة بحلول الربع الرابع من عام 2026. وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 0.6% إلى 48.62 دولار للأونصة، متجهة لتسجيل أسوأ أسبوع لها منذ مارس. وفي المقابل، ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1,635.59 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1,453.16 دولار.
 
			