إنجاز تاريخي لناسا: اكتشاف أكثر من 5000 كوكب خارج المجموعة الشمسية
25 سبتمبر 2025في إعلان يمثل علامة فارقة في تاريخ استكشاف الفضاء، كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن وصول عدد الكواكب المكتشفة خارج نظامنا الشمسي إلى أكثر من 5000 كوكب، وذلك بعد إضافة 65 كوكبًا جديدًا إلى قائمتها الرسمية. وأكدت الوكالة أن هذا الرقم، الذي وصل تحديدًا إلى 5005 كواكب، لا يمثل سوى جزء ضئيل من مليارات الكواكب التي يُحتمل وجودها في مجرتنا “درب التبانة” وحدها، ناهيك عن المجرات الأخرى التي لا حصر لها في الكون.
عوالم جديدة متنوعة وبحث مستمر عن الحياة
تتنوع طبيعة هذه الكواكب المكتشفة بشكل مذهل؛ فمنها الكواكب الصخرية الشبيهة بالأرض، ومنها عمالقة غازية يفوق حجمها كوكب المشتري بأضعاف، بالإضافة إلى كواكب فريدة تدور حول نجمين في آن واحد، وأخرى تدور حول بقايا نجوم ميتة. وفي هذا السياق، صرحت جيسي كريستيانسن، العالمة بمعهد “ناسا” لعلوم الكواكب الخارجية، قائلة: “هذا ليس مجرد رقم، فكل كوكب من هذه الكواكب هو عالم جديد تمامًا. نحن متحمسون لكل اكتشاف لأننا ما زلنا لا نعرف شيئًا عن هذه العوالم”. ويتوقع العلماء أن تساهم التلسكوبات الحديثة، وعلى رأسها تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي، في تحليل الغلاف الجوي لهذه الكواكب بحثًا عن أي مؤشرات تدل على وجود ظروف ملائمة للحياة.
الحفاظ على أدوات الاكتشاف: مهمة إنقاذ مرصد “سويفت”
وبينما تحتفل “ناسا” بقدرتها على اكتشاف عوالم جديدة، تعمل في الوقت نفسه على الحفاظ على الأدوات الثمينة التي تجعل هذه الاكتشافات ممكنة. تواجه الوكالة تحديًا كبيرًا يتمثل في إنقاذ مرصد “نيل غيرلز سويفت” الفضائي، الذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار، من خطر السقوط والاحتراق في الغلاف الجوي للأرض. هذا المرصد، الذي يدور على ارتفاع 585 كيلومترًا، قدم مساهمات علمية هائلة منذ إطلاقه عام 2004 في رصد المجرات البعيدة والثقوب السوداء، لكن مداره بدأ في التدهور تدريجيًا.
“كاتاليست” الناشئة في مهمة لإطالة عمر المرصد
لحل هذه المشكلة، منحت “ناسا” عقدًا بقيمة 30 مليون دولار لشركة “كاتاليست سبيس تكنولوجيز” الناشئة في أريزونا. تتمثل المهمة في إطلاق مركبة فضائية مُعدلة من طراز “Link” بحلول مايو 2026، لتقوم بالالتحام بمرصد “سويفت” ودفعه إلى مدار أعلى وأكثر استقرارًا. وتكمن الصعوبة في أن المرصد لم يُصمم أصلًا لكي يتم صيانته أو الالتحام به في الفضاء، حيث لا يحتوي على محركات خاصة به أو نقاط مخصصة للالتحام.
تحديات تقنية ومنافسة جيوسياسية
تعتبر هذه المهمة استعراضًا مهمًا لتقنيات الالتحام الفضائي، والتي أصبحت محورًا للتنافس الجيوسياسي، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، في مجال صيانة الأقمار الصناعية والعمليات العسكرية في الفضاء. وأوضح غونهي لي، الرئيس التنفيذي لشركة “كاتاليست”، أن فريقه درس تصميمات “سويفت” بدقة، وستستخدم مركبتهم آلية روبوتية مخصصة للتمسك بحواف معدنية صغيرة على جسم المرصد كانت تُستخدم لتثبيته على الأرض قبل الإطلاق. وقال: “سنثبت أنه يمكننا خدمة أي قمر صناعي، حتى لو لم يكن مصممًا لذلك”. وبهذه الخطوة، تؤكد “ناسا” على استراتيجيتها المزدوجة: التطلع لاكتشاف المستقبل مع الحفاظ على استثماراتها القيمة في الحاضر.