إنتل على أعتاب تحول كبير؟ أنظارها تتجه نحو آبل بعد صفقة إنفيديا الضخمة
25 سبتمبر 2025تتجه أنظار شركة إنتل، عملاق صناعة الرقائق الذي يواجه تحديات، نحو عقد صفقة محتملة مع شركة آبل، في خطوة قد تمنحها دفعة قوية تشتد الحاجة إليها. وقد انعكس هذا التفاؤل على أداء السهم في البورصة، حيث قفزت أسهم إنتل (INTC) بأكثر من 6% يوم الأربعاء الماضي، عقب تقرير نشرته وكالة بلومبرج حول سعي الشركة للحصول على دعم من صانع هواتف آيفون. وفيما لم تعلق أي من الشركتين على هذه الأنباء، يأتي هذا التطور في وقت حاسم بالنسبة لإنتل التي تسعى لاستعادة مكانتها في السوق.
استثمار بـ 5 مليارات دولار يهز الأسواق
يأتي هذا الارتفاع في أسهم إنتل بعد أسبوع واحد فقط من إعلانها عن شراكة ضخمة مع شركة إنفيديا (NVDA)، الشركة الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي. وبموجب هذه الصفقة، ستقوم إنفيديا باستثمار 5 مليارات دولار لشراء حصة تبلغ 4% في إنتل. وقد أحدث هذا الإعلان صدى واسعًا في وول ستريت، حيث ارتفعت أسهم إنتل بنسبة 23% يوم الجمعة الماضي، مسجلةً أحد أفضل أيامها منذ سنوات. ويرى المستثمرون أن هذه الصفقة بمثابة شهادة ثقة من الشركة الأكثر قيمة في العالم بقدرة إنتل على التعافي والمنافسة مجددًا. وبموجب الاتفاق، ستقوم إنتل بتصميم وحدات معالجة مركزية (CPU) مخصصة لتتكامل بسهولة مع رقائق إنفيديا ومعداتها الأخرى، سواء في مراكز البيانات أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
رهان إنتل الصعب على قطاع المسابك
على الرغم من هذه المكاسب، لا يزال سهم الشركة بعيدًا عن مستوياته القياسية، حيث يتمسك معظم محللي وول ستريت بتوصيات “الاحتفاظ بالسهم”، في انتظار دليل ملموس على نمو أعمال قطاع المسابك لديها. ويُعد هذا القطاع، الذي يقوم بتصنيع الرقائق لصالح شركات أخرى، محور استراتيجية إنتل الجديدة للحصول على دعم الحكومة الأمريكية، التي أصبحت هي نفسها مساهمًا رئيسيًا في الشركة. وهنا تبرز أهمية عقد صفقة مع آبل، خاصة إذا تضمنت التزامات باستخدام قطاع المسابك لديها، وهو ما لم تتضمنه صفقة إنفيديا، مما أثار تساؤلات حول قدرة إنتل على إقناع العملاء الكبار. وكما كتب محللو “برنشتاين” الأسبوع الماضي: “إذا تمكنت إنتل من إثبات قدرتها على التسليم، فسيصطف العملاء للحصول على خدماتها. أما إذا فشلت، فلن يخاطر أي عميل عاقل بوضع أي حجم إنتاج كبير لديها”.
دخول الحكومة على الخط وحسابات سياسية
جاءت هذه التطورات بعد أسابيع قليلة من إعلان البيت الأبيض عن صفقة غير مسبوقة للاستحواذ على حصة 10% في إنتل، عبر تحويل منح بقيمة 9 مليارات دولار تقريبًا كانت مخصصة لها ضمن “قانون الرقائق والعلوم لعام 2022″، وهي مبادرة أطلقتها إدارة بايدن لإعادة تصنيع الرقائق إلى الولايات المتحدة. ويرى البعض أن استثمار إنفيديا قد يكون محاولة لتعميق خط إنتاجها عبر الاستثمار في أحد عملائها، أو لكسب ود سياسي مع الإدارة الحالية. بالنسبة لإنتل، تمنحها هذه الصفقة موطئ قدم أقوى في قطاع مراكز البيانات المزدهر، بينما يُعتقد أنها تمنح إنفيديا، من بين مزايا أخرى، وضعًا أقوى في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية. ويبقى السؤال الآن، هل ستكون آبل، عميل إنتل السابق، الخطوة التالية في طريق عودة الشركة إلى القمة؟